المفتش شخص مسؤول أهل لتحمل أعباء المسئوليات التي تلقى عليه، يعمل بجد وإخلاص. دقيق ولديه قدرة عاليه على التركيز في عمله. يقدر العادات والتقاليد في العمل أو في الحياة عامة، ويبذل جهده للمحافطة عليها. يفضل العيش بسلام مع من هم حوله. وشديد التضحية للمقربين منه.
أطلق عليه اسم المفتش، لقدرته العالية على التمييز بين الصواب والخطأ، وكذلك حرصة الشديد على تأدية الوجبات المناطة به. ميوله الشخصية: إنطوائي، حسي، عقلاني، صارم. والمفتش هو إحدى الشخصيات التي تندرج تحت دور الأوصياء، حسب نظرية كريسي للأمزجة. نسبة المفتشين، حسب دراسة على عينة من الشعب الأمريكي تتراوح بين (11-14%).
في تعامله مع العالم الخارجي، المفتش له حالتين. الحالة الأولى تكون داخلية ومن خلالها يستخدم المفتش حواسه الخمس للتعرف على الأشياء من حوله، يقيمها ويحدد لنفسه القيم والعادات التي يسير عليها. والحالة الثانية تركيزها خارجي ومن خلالها يتعالم مع الأحداث بطريقة عقلانية ومنطقية. المفتش غالباً ما يكون هادئاً ومتحفظاً، يهمه كثيراً العيش الآمن وتوفير المعيشة لنفسه وأهله. يشعر بأهمية الواجبات المسندة إليه، مما يحفزه ويدفعه للعمل بإتقان. يحب المفتش العمل حسب نظام ومنهجية محددة، ويمكنه الإنجاز والتفوق بأية مهمة تسند إليه.
المفتش مخلص، وفي، ويمكن الإعتماد عليه، تهمه كثيراً الإستقامة والنزاهة. ويمكن أن يطلق عليه لقب (المواطن الصالح)، فهو يهتم كثيراً بعمل ما هو في مصلحة المجتمع وعائلته. وعلى الرغم من كونه يأخذ الأمور بجدية بالغة، إلا أنه يمتلك حس الفكاهة في التجمعات العائلية أو تجمعات زملاء العمل خارج ساعات العمل.
يؤمن المفتش بالقوانين والأنظمة وأنه يتوجب إتباعها والإلتزام بها. ولن يخرق المفتش الأنظمة إلا فيه حالة أن رأي سبباً وجيهاً لذلك، ولا يعني ذلك أنه لن يدعم الرأي الداعي للتغيير إن رأى الحاجة الماسة لذلك. إلا أنه يؤمن بأن الأعمال والأشياء يجب دائماً أن تسير حسب الأنظمة التي تعود الناس عليها. إن لم يتمكن المفتش من تطوير الجانب الإنطوائي في ذاته، أي جانب الحدس في نفسه، فالمفتش سيصبح مهووساً بالسير على الطريقة التي يسير بها غيره دون محاولة التغيير أو الإبتكار.
عندما يعد المفتش بإنجاز شيء ما، فإنه سيوفي بوعده. وكونه يجد صعوبة شديدة في قول (لا)، بالإضافة لحسه الشديد بالمسؤولية تجاه الواجبات المطلوبة منه، فهو يجد نفسه دائماً تحت ضعوطات إنهاء الكثير والكثير من الأعمال. وهذا يجعله عرضة للإستغلال من قبل الناس الذين يكتشفون هذه الخاصية في المفتش ويغرقونه بالأعمال.
يقضي المفتش الكثير من وقته وطاقته في إنجاز الأعمال التي يرى أسباباً وجيهة خلفها. وعلى العكس تماماً لن يبذل أي جهد إن لم يقتنع بالحاجة لقيامه بأي عمل. يفضل المفتش العمل وحيداً، ولكنه يمكنه العمل مع في فريق عمل إن رأى الحاجة لذلك. يحب أن يكون مسؤولاً عن تصرفاته وأعماله، ويستمتع في حالة أسند إليه واجب. لا يحبذ إستخدام النظريات المبهمة أو التفكير العميق في عمله، إلا إذا كانت هذه النظريات واضحة وغير معقدة. يؤمن المفتش بالحقائق والمشاهدة ويقدرها. ويجمع المفتش الكثير من هذه الحقائق في ذاكرته. قد يتغلب المفتش على صعوبة فهمه للنظريات أو الأفكار المعقدة من خلال محاولة البحث عن حقيقة تشرح تلك الفكرة وتعطي مثالاً حياً عليها، حينها سيجد المفتش أن الفكرة أصبحت واضحة جداً ولن ينساها.
المفتش لا يكون على إتصال مباشر مع مشاعره أو مشاعر غيره. يصعب عليه التعرف على الإحتياجات العاطفية فور بروزها. بالإضافة لذلك فهو ينسى أن يشكر أو يظهر تقديره لأعمال غيره، وأيضاً لا يكافأ نفسه أو يقدرها على مجهوداتها. ولذلك يجب تذكيره بأن يشكر من يعمل حوله أو يتعامل معه. غالباً لا يرتاح المفتش عند تعبيره عن عواطفه وانفعالاته للآخرين. ولكنه قد يتخطى أطباعه ويعبر عن مشاعره وانفعالاته في حالة شعوره بأنها واجبات يجب عليه أداءه.
المفتش يثق بغيره، مخلص، يتبع العادات والتقاليد، ويسعى لتأسيس الأسرة والمحافظة عليها. سيبذل المفتش الكثير من الجهد للتأكد من أن كل ما يتعلق بعائلته يسير على ما يرام. هو والد مسؤول يأخذ واجباته بمحمل الجد، ويبذل كل ما لديه لإسعاد عائلته. ويهتم المفتش كثيراً بالأقرب من أهله. ولعدم سهولة التعبير عن المشاعر لفظياً لدى المفتش، فهو يعبر عنها بالأفعال، لأنها بنظره أوضح من الأقوال.
يتمكن المفتش من العمل في أي مجال، وفي أي مرحلة بدءاً من التخطيط، الترتيب، وحتى رسم حدود العمل. بل حتى قد يقسو على نفسه في سبيل إنجاز هذا العمل، ولا يسمح لأي عقبة أن تقف في طريقه. وعلى الرغم من ذلك، المفتش لا يكافئ نفسه على إنجازاته فهو يراها واجبات يجب أن تتم بهذه الصورة، وهو لا يستحق الشكر على ما هو واجب عليه.
يحب المفتش التنظيم والترتيب في شتى نواحي حياته، فقد يلاحظ أن بيوتهم أو غرفهم على درجة عالية من الترتيب والنظافة، وتتم صيانتها بشكل دوري. فهو يحب أن يحاط دوماً بالترتيب والنظام والجمال.
تحت الضغوطات، قد يدخل المفتش في (المزاج الكارثي)، حيث يرى كل الأشياء تسير على شكل خاطئ، وأنها ستتسب في إفشال حياته أو عمله. يوبخ المفتش نفسه حين تفشل عملية كان من الممكن إنتهاج أسلوب آخر في إنجازها. وعند ذلك يفقد المفتش هدوء أعصابه ورويته حيت لا يرى إلا أن المصائب ستتوالى عليه.
بإختصار المفتش لديه فرص كبيرة. فهو قادر على أداء الواجبات، منطقي، عقلاني، وعضو فعّال في المجتمع. يبحث دوماً عن تطوير مستوى معيشته ومعيشة عائلته، ويبحث عن الأمن والإستقرار. وهو يفعل كل ما بوسعه لتحقيق أهدافه أينما كان يعمل.
المفتش كزوج/زوجة:
المفتش زوج صادق ومخلص، بمجرد أن يدخل في علاقة فإنه سيستمر بها حتى نهايتها، وسيفعل ما يستطيع لإنجاحها. يتقبل المفتش الواجبات المفروضة عليه كواجبات الزوج بصدر رحب. يتعامل مع المفتش مع النقد بشكل جيد، وكذلك مع المشاكل. عندما يتواجه المفتش مع النقد فإنه غالباً ما يتحدث وهو يعلم أنه على حق، وهو يكن الكثير من التقدير للحقائق والمنطق ولكنه يجد صعوبة في فهم وجه نظر الآخر إن لم تتطابق مع وجهة نظره. يفضل المفتش أن ينهي النقاش بأن يقتنع برأي غيره أو يقنعه، وقد يكون ذلك سبباً في أن يعتقد من يتناقش مع المفتش، أن المفتش لا يتقبل النقد.
المفتش يستخدم عقله في إتخاذ القرارات، وقد يتسبب ذلك في مشكلة إن كان زوجه يستخدم العاطفة لإصدار القرارات. أولاً لان المفتش قد يصدر قرارات بناءاً على المصلحة دون التفكير في شعور زوجه، وكذلك أن الأشخاص الذين يستخدمون العاطفة في إتخاذ القرارات يحبون أن يتم الثناء عليهم من وقت لآخر، والمفتش لا يقوم بذلك طبيعة. لذلك يجب أن يتذكر المفتش ذلك، وأن يثني أو يشكر زوجه من فترة لأخرى.
المفتش، يعمل على أي مشروع بشكل جيد جداً لو عرف الهدف من وراءه واقتنع به. وكذلك علاقتهم العائلية، لو رأى وعرف حاجات الزوج فإنها ستضاف بشكل آلي لواجباته اليومية. ولإن المفتش يعمل بشكل جاد لإنجاح أعماله، فأيضاً هو سيعمل بشكل أكبر لإنجاح علاقته، والمفتش يمكن أن يكون زوج عطوف ومحب يسعى لإنجاح العلاقة للعمر كله.
على الرغم من أن أي علاقة بين أشخاص من التصنيفات الـ 16 قد تكون ناجحة، إلا أن الشريك أو الزوج الطبيعي للمفتش هو: المروج (ESTP) أو المؤدي (ESFP).
المفتش كوالد/والده:
المفتش يشكل والد وفي ومخلص في تربية أبناءه بدأ من طفولتهم حتى يصبحون راشدين قادرين على إدارة أمورهم بأنفسهم. ولكي يتمكن المفتش من عمل ذلك، سيبذل المفتش كل مايستطيع ليكون أبناءه مقدرين للقيم والعادات التي تربى عليها ويؤمن بها المفتش. بمجرد أن يصبح المفتش أباً أو أماً فإن المسؤلية ستدخل مباشره في نظام حياته، وسيتقبل الواجبات المرافقة لهذه المسؤلية بصدر رحب. ويتوقع المفتش أن أبناءه سيحترمونه لذلك، ولن يكون المفتش صبوراً مع تصرفات الأبناء التي فيها قلة إحترام له.
وعندما يتعلق الأمر بالعقاب فالمفتش لن يجد أية مشكلة في فرض عقوبات على الأبناء دون أن يشعر بتأنيب الضمير. فهو يرى أن من واجباته أن يوضح الطريق الصحيح لأبناءه وأن يجبرهم على السير فيه، ولعمل ذلك المفتش يضع واجباته الأبوية قبل مشاعره وعواطفه تجاه أبناءه. وعلى العكس تماماً غالباً لن يقوم المفتش بالثناء ومدح أبناءه على الأعمال الجيده التي يقومون بها، فالثناء طبع لا يقوم به المفتش. بل يجب تذكيره بإستمرار أن يمدح ويشكر.
يوفر المفتش، بيئة معتدله وآمنه لتربية الأبناء، مع قوانين وأنظمة واضحة ومبينه لهم. قد يسبب هذا مشكلة في التوافق مع الأبناء في فترة المراهقة، حين يتم التفريق بين واجبات وأدوار الأب والأبن. ولكن في النهاية سيقود ذلك الأبناء ليعيشوا ليصلوا لمرحلة الرشد بأمان، وسيتذكر الأبناء أباءهم في المستقبل ويقروا بأن الأب كان يعمل جهده ويضع مصلحة الأبناء قبل مصلحته، لينشى الأبناء التنشئة الصحية والجيدة.
المفتش كصديق:
الصداقة لدى المفتش لا تصنف في أعلى قائمة الأولويات، فعمله وعائلته دائماً تأتي أولاً. وعلى الرغم من ذلك فالمفتش يميل لأن يكون يحافظ ويعمل على إنجاح العلاقات الإجتماعية، خصوصاً مع الناس الذين يحملون نفس إهتمامات ووجهات نظر المفتش، والمفتش قليل الصبر مع الناس الذي يخالفونهم الرأي أو التوجهات.
نقاط القوة في الحياة الإجتماعية:
يحترم وعوده وإلتزاماته.
يأخذ دوره ومسؤولياته في العلاقة الزوجية أو الصداقة بجدية.
عادة ما يتمكن من شرح ما يدور بذهنه بدقة ووضوح.
منصت جيد.
جيد للغاية في إدارة أمواله، مع أنه يبدوا متحفظاً قليلاً.
يحسن التعامل مع النقد.
يتحمل الخلافات دون أن يكون هناك اضطراب عاطفي من جانبه.
قادر على تنفيذ العقوبات أو توجيه النقد عندما يحتاج الأمر لذلك.
نقاط الضعف في الحياة الإجتماعية:
يميل للإعتقاد بأنه على حق في الغالب.
عندما يتفاوض لا يميل للحلول الوسط.
في العادة، لا يدرك مشاعر الآخرين من حوله ولا يتفاعل معها.
حبه للتنظيم يجعله عنيد ومتزمت في نظر الآخرين.
في الغالب لا ينجح في التعبير عن الإمتنان والشكر بكافية للمقربين منه.
شخصيتك تتفوق على بقية الشخصيات في عدد من الجوانب، معرفتك بهذه النقاط، وتركيزك عليها وتطويرها سيساعدك على التميز والنبوغ على قرنائك. معظم المفتشين سيلاحظون هذه الصفات في أنفسهم، وهي ما يتوجب عليهم التركيز عليه ورعايته:
والمفتش الذي يطور جانب تنظيم وترتيب الأفكار، الأشياء، والحجج. بمعنى آخر قدرته على رؤية وتوقع النتائج المستقبلية للأحداث، والقرارات التي يتخذها. سيتمكن من التالي:
معظم المشاكل التي يتوقع وجودها لدى المفتش، نابعة من طبيعته الإنطوائية الحسية، وبالتالي تتحول جميع الوظائف إلى محاولة إشباع الجانب الحسي لدى المفتش. بالتالي قد تظهر بعض هذه الصفات عليه:
وللتغلب على هذه النقاط، يتوجب عليك تعلم الإستماع إلى الأفكار الجديد من الآخرين وعدم رفضها كفكرة مباشرة، بل ضعها مع رصيدك من الأفكار والمعلومات، وحينها أوزنها وأنظر ما إذا كنت ستقبل بها أو ترفضها. أنت بهذا تحسن من قدرتك على إصدار الأحكام الصحيحة وتمييز الجيد من السيء من الأفكار. وفي الوقت ذاته، تقلل من فرص إنعزالك أو إنغلاقك على نفسك.